ذات ليلة .... أحسست بخفان
في نبضات قلبي
و رعشة تملأ جسدي
عيناي .. لم تعد تجيد النظر كما كان
و كأني في غيبوبة اليقظة
جاءني .. صدى صوت أمي
و هي تصرخ من ألم المرض
الذي احتل جسدها لسنوات
أيقنت أن هناك مكروها أصابها
تركت ما في يدي .. و ذهبت مسرعا
و عندما وصلت هناك
وجدت رجالا
و نساء كثيرة .. مرتدية السواد
و عندما رأوني
كاناوا يتهامسون ..
بترانيم الشفقة و العطف
ولكني بداخلي .. لا أراهم
و لا أرى منهن شئ
كل ما يشغلني .. هي أمي
صعدت الدرج .. و ضربات قلبي تتصارع
و كأني على قدوم .. شئ لا أريده
قدماي ثقيلتان .. تتحرك ببطئ
و كأنها أصابها الشلل .. من شدة الخوف
و فجأة .. وجدت أختي .. أمامي
تدمع عيناها .. يتلعثم لسانها عن النطق
احتضنتني بقوة .. و في حضنها
شممت رائحة أمي
عقلي يقنعني أن أمي رحلت بلا عودة
و قلبي .. يكذب عقلي
تباً .. لهذا العقل الهمجي
الذي دائما يحطم أحلامنا
و يقسو على عواطفنا.. بلا رحمة
دخلت حجرة أمي.....
و أنا كـ شبح إنسان
لم يتبقى من جسدي
سوى عينين .. ضعيفتين
ودموع ثائرة .. بالصراخ
وجدت أمي ممتدة أمامي..
في موضع الرحيل الأبدي
اقتربت منها شيئا فـ شيئا
مددت أصابعي نحوها
كشفت الغطاء عن وجهها
تباً .. لأصابعي ..التي طاوعتني في ذلك
تباً .. لكل جسدي المرتجف .. وعيني الفارغة
اقتربت أكثر فـ أكثر
لكي أضع قبلة أخيرة ...على جبينها
و آه .. لو كنت أعلم قيمة هذه القبلة
قبل ذلك
لكنت قبلت رأسها و قدميها كل يوم
جلست بجانبها ..
عاجزا مثلها
وكأنه لا يوجد في الدنيا سوانا
الصمت يخيم حول المكان
أرى روحها تطير على أجنحة الغياب
وبقيت كم أنا
لا أقوى على فعل شئ سوى
دعوات لها بتراتيل من السماء
و بعد لحظات ...
وجدت عقلي يقنعني بأنها رحلت
وقلبي يكذب عقلي
عندها .. صرخت بأعلى صوتي
أماه ... أماه .. أماه
"اللهم ارحم أمي و جميع أمهات المسلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق