•
للنساء فقط :
( المرأة ما بين الثلاثين و الأربعين و ما بعدها
المرأة بكل تفاصيلها التكوينية و الوجدانية الجسدية منها و الروحية .. هي أرقى المخلوقات إن لم تكن أجملها .. خُلقت لتجدد فينا الحياة و لتبعث في الأرض الحياة من جديد .. خرجت من رحم السماء لتكون منبع الحنان على الأرض ... حُلقت لتصبح ملكة على عرش الرجال .. المرأة عندما تمر بمرحلة الثلاثين من العمر ثم فوق .. تصبح امرأة أخرى . يتغير فيها كل شئ .. وكأنها المخلوق الوحيد الذي يستطيع أن يجدد حياته في العمر مرتين .. تتغير طبيعتها و سيكولجية الروح و الفكر بداخلها.. و في نفس الوقت قد تصل إلى حافة الهاوية ما بين الإقدام على حياة جديدة بروح نقية و كأنها طفلة مدللة ما زالت تفعل ما تشاء وقتما تشاء .. أو ما بين الإنكسار و الهزيمة و الحزن الذي يستوطن جدران قلبها و جسدها المتعب و كأنها قفزت من الثلاثين إلى المائة من العمر .. أكثر ما يقتلها هو قلة الاهتمام و عدم احساسها بقيمتها .. فـ تشعر وكأنها قضت من عمرها سنوات و سنوات من التضحية و المشقة و العطاء بأنها بلا قيمة بلا معنى ... المرأة في هذه المرحلة تحتاج إلى احساسها بكونها أنثى و ليس بلغة الجسد فقط .. بل بالروح و الحب و الحنان ... فهي في هذه المرحلة تنتابها حالة من الملل و التمرد كـ تمرد الثائرين و المعتقلين في وطن يسكنه أشباه رجال ... تبدأ في التمرد حتى على نفسها و على كل شئ حولها .. و يأخذها العناد أكثر فـ أكثر .. و تبدأ الخروج من قوقعة الحياة الروتينية و دور الضحية الذي مارسته لسنوات طويلة .. تبدأ بانسلاخ جلدها و كأنها لم تكن ... المرأة في هذه المرحلة تبدو و كأنها فتاة في العشررين من عمرها .. يرتعش قلبها عند سماع كلمة حب أو مغازلة راقية أو حتى عند سماعها إلى أغنية عاطفية ... فـ تدب الحياة في قلبها من جديد .. و تبدأ تحلم كـ فراشة بيضاء تطير و تطير و تنسى يوما أنها حطت بأقدامها على الأرض ... ليس صحيح أن المرأة التي تبحث عن الحب هي أيضا التي تبحث عن الجنس .. هناك اختلاف كبير ... فالرجال بطبيعتهم الغريزية يبحثون دائما عن الجنس بغلاف الحب دون أن يدرون بشئ .. أما النساء تبحث عن الحب ثم الحب ... فالرجال قد لا يكترثون لما يفعلونه تجاه أنثاهم . عكس المرأة التي تريد أن يحتضن قلبها هو حبيبها و أن يلمسها هو حبيبها فالمرأة قد تعطي جسدها لأشباه الرجال بينما تعطي قلبها و روحها و جسدها و كل كيانها لمن تحب فقط ... كثيرا من الأجساد تأوى للفراش و أرواحها معلقة بروح أخرى .. كم من الأجساد تنام على وسادة واحدة و هناك برودة من الثلج يكسو مشاعرهم ... حتى العناق يكون أبرد من الثلج و يشبه الحبل الذي يشنق به الإنسان نفسه .. يمارسون حياتهم كما هي لمجرد العيش فيها لا أكثر .. المرأة هنا تبدأ بمراجعة كل شئ منذ خروجها من جنة المراهقة و الطفولة و أيام الصبا .. فالنساء تتميز بذاكرة قوية و تهتم دائما بأدق التفاصيل فـ تبدأ بمقارنة شاقة بين الحال و الحال ... فعندما تنظر إلى المرآة تشعر بداخلها بقيمتها الحقيقة و أنها ما زالت جميلة بطباعها و روحها و نقاء و صفاء قلبها .. و تأخذها الحسرة كلما استيقظت من هذا الحلم و تجد نفسها ما زالت تعيش على الأرض .. كل امرأة بداخلها جمال و قوة .. تحمل بين طيات كيانها كبرياء أنثى و شموخ امرأة ... إلا أنها في هذه المرحلة قد يصل بها الشك إلى أنها ليست أنثى .. فالمرأة التي خُلقت للحنان هي التي تشكو من حرمانه و التي خُلقت للجمال هي التي تشكو من إهماله .. المرأة في هذا الوقت تحتاج شئ بسيط يدخل السرور إلى قلبها قد تكون كلمة أو بسمة أو هدية بسيطة .. لكي تشعر بقيمتها في الحياة .. جميع القيود التي وضعتها العادات و التقاليد العرفية الصماء التي تشبه الأصنام أدت إلى قتل الكثير من قلوب و مشاعر النساء ... في هذه المرحلة تبدأ المرأة أن تميل للعزلة بمفردها و تميل أيضا لفعل أي شئ كانت تفعله منذ طفولتها و صباها .. قد تقف أمام المرآة وقت أطول لتحدث نفسها و قد تأخذها السعادة بأن تنسى نفسها و تبدأ ترقص على أنغام موسيقى تحبها .. برغم خجلها أحيانا إلا أنها لا ترى في هذا الوقت سوى نفسها فقط و قد تتوقف أمام المرآة للحظات لكي تلتفت إلى جسدها بحركة دائرية تشبه عروس البيانو و تهتم أكثر بكل شئ فيها و كأنها ما زالت عذراء تنتظر فارس الأحلام الذي ينتشلها من عالم الهمجية و الفوضى إلى جنة الحياة .. لهذه المرحلة من العمر لدى النساء حسابات أخرى .. فالمرأة القوية هي التي تستطيع أن تعبر هذه المرحلة بأقل الخسائر محتفظة برونقة طبيعتها الأنثوية .. دون أي تنازلات قد تؤدي بها إلى جحيم الغباء .. المرأة القوية و الذكية هي التي تستطيع أن تخلق من القبح جمال و من الكراهية حب و من الجماد حياة ... هذه المرحلة قد تكون الأخيرة أو الأولى ... الأخيرة عندما تستسلم المرأة لكل ضغوط الحياة و تكتفي فقط بأن تصرخ بداخلها دون أن يسمعها أحد .. تتلذذ بالألم بعد أن اعتادت عليه ... و قد تكون المرحلة الأولى في مبعث حياة جديدة تخرج من رحم الروح لتشق لنفسها طريق جديد في الحياة ... المرأة تحتاج للاحساس بالأمان و الاهتمام دائما .. تحتاج لرجل يعطيها قدرها و يقدر قيمتها ليس بالمال أو قطع الخردة من الحلي و الأثاث .. فالمراة عندما تحب تتغير الطبيعة بل قد تنقلب موازين كل القوانين البشرية لرقة مشاعرها و جمال احساسها .. هذه المرحلة من العمر هي الأفضل و الأجمل لكل امرأة تستطيع أن تجدد حياتها و تكون بطبيعتها دائما بعيد كل البعد عن التجميل أو التكلف .. أيتها النساء .. انتبهوا .. إلى هذه المرحلة جيدا فهي فرصة أخرى للحياة فلا تجعلوها تضيع هباء .. كونوا كل شئ .. أم و زوجة أخت و ابنة .. أيتها النساء كونوا أنثى ... فالمرأة الحقيقة كاللوحة الفنية تزادد يوم عن يوم جمال و قيمة في أعين الرجال بطباعها الراقية و روحها المرحة الجميلة .. فالرجال يحبون دائما المرأة القوية التي لا تشتكي كثيرا و التي لا تبكي بسهولة و التي اذا ماتت شوقا لا تبوح بلهفتها و في نفس الوقت يحبونها طفلة مدللة مشاغبة و مشاكسة .. يحبونها فراشة تحلق في أحلامهم و يحبونها قوية مثل أمهاتهم و حنونة مثل بناتهم و رحيمة مثل أخواتهم ... هكذا تكون النساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق