بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 2 يوليو 2018

أعمى في بلاد العرب


أعمى  ... في بلاد العرب
دخلت أنا الأعمى بلاد الموتى ... فوجدتهم أحياء .. يقفون جميعهم ..
كـ أشباح الليل  الساكن في جدران الجهل
.. و كـ خيال الظل وسط الحقول يخيف العصافير و الطيور ..
وجدتهم صامتين كـ رهبة الحزن   الراقد في أعين الجبناء
تحسست وجوههم  .. وجدتهم جميعاً ... يرتدون  نظارة سوداء على أعينهم
فـ تعجبت .. كيف و الشمس لم تشرق  بعد في بلادهم .... فـ ظننت ولو للحظة ..  أنهم عميان مثلي  ...
فـ سألتهم : لماذا هذه النظارة السوداء في غياب الشمس عنكم ؟
قالوا : نخاف النور  .. فأعيننا لم تبصر  سوى الظلام .... و نخاف الكلام  ..  حتى نسينا  حروف لغتنا العربية
ضحكت بسخرية و قلت : كيف تخافون الكلام ....  و أنتم عباقرة الثرثرة ... فوق أطلال الوجع و الألم
جذبني أحدهم .. و نظر في وجهي .. و قال ... أنت هو أنت ... قلت : أنا من ؟
قالوا جميعاً : نعم هو أنت من نريده ..... قلت : و من تريدون
قالوا : نريدك حاكماً علينا توجناك  ملك من الآن .... قلت متعجباً : كيف و أنا أعمى ؟
تجمهروا حولي بصوت مرتفع ... أنت حاكمنا .. أنت ملكنا  ....
سوف نجعل من ضعفنا و ذلنا تاج لك ... مزخرف بالسمع و الطاعة
و عرشك منقوش بالظلم و الطغيان ... و نبيذك من عرقنا و دمنا ودموع أطفالنا ...
و طعامك .. جثث شهدائنا ... و سوف نبني لك قصر قبته الخسة و الخيانة ...
و جواريك ... نساء بكر من حرائر الزوجات الثكلى و الأرملة ....و العاكفة على اليتامى
و من جدائل شعر النساء صنعنا لك  ... عصا .. تسوق بها أحلام  أولادنا
و من أنفسنا .. جعلنا منها أصنام ثلاث .... لا تسمع و لا تتكلم  و لا ترى
تتعبد في محراب آلهة الضلال ..  وقتما تشاء ... هكذا .. تكون أنت حاكمنا
قلت : متعجباً  .... تباً لأمة ضاعت لم يتبقى منها إنسان ... تباً ... لكل أعمى في بلاد العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق