بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 4 يوليو 2018

رسالتي للعالم


 رسالتي للعالم
 سوف يأتي يوم .. و يصاب العالم كله بالعمى .. عندما يموت آخر ضمير في البشرية و يتوارى في الجسد كـ المؤودة في الصحراء .. سوف يصبح الدم كالماء .. و الإنسانية كـ الكتب القديمة متسولة على الطرقات .. و الحرية تصبح جريمة عقوبتها الإعدام .. و الحب هو العملة النادرة الوحيدة التي لم يتبقى منها سوى .. قلب يئن و يحترق و الصداقة بين الأصدقاء سوف تحتضر .. و الأقنعة سوف تزداد في أرض النفاق .. و لن ينجو إلا من كان بقلبه ذرة إيمان واحدة و عقيدة ثابتة .. فيا ليتكم .. تنجون بآخر ما تبقى لديكم . و لسوف يأتي يوم .. و نسأل جميعا أنفسنا .. ماذا فعلنا عندما رأينا الأطفال جوعى و جرحى و قتلى .. ماذا فعلنا عندما رأينا النساء أرامل و ثكلى .. ماذا فعلنا عندما جعلنا الذئاب تنهش في الأعراض .. و الضباع تمرح في الأرض ماذا فعلنا سوى .. أننا تركنا الكلاب تنبح دون جدوى .. و الرعاع و الهمجية يرقصون فرحا .. على جثث أمواتنا .. كل ما فعلناه هو حراسة عظام الموتى ... فالعالم كله... يرقص رقصة واحدة .. على أنغام جراحات الأطفال .. و موسيقى العرب الصامتة ... فـ العازفين أتقنوا العزف ... على آلات القتل و الدم ... في حضور الأعمى و الأصم و الأبكم .. فلو علمتم قيمة دموع الأطفال .. بما تحمله من ألم ... سواء كان ألم المرض أو الجوع أو القتل أو فراق الوالدين ... لـ دفنتم أنفسكم أحياء ... يا من تسرقون البسمة من على شفاههم .. و لا تبالون بجروحهم . فويلا للعالم .. عندما تموت فيه الإنسانية .. و تصبح دموع الأطفال كـ الخمر يرتشفونها الأغبياء و الحمقى .. و دماء الأبرياء فيها كـ الماء .. تسري في شرايين الرعاع و الهمجية ... و تصبح النساء جواري ملك يمين لكل من يقتل عدد أكثر . فإان الذين يتمنون الموت .... هم اكثر الناس حزنا و آلاما و أشدهم قسوة وحرمان ...بينما الذين يتمنون الحياة هم اكثر الناس تعلقا بالدينا و امتلاكا لمتع الحياة .... و ما بين هذا و ذاك شيطان صغير يعبث بعقولهم الضعيفة ... فما بين الموت و الحياة مجرد تمني. .. قد يزداد حين و قد يقل حين اخر ...ما بينهما خيط رفيع في لحظة ضعف او قوة ... فقد نموت و نحيا و قد نحيا و نحن أموات . فالدنيا .... بستان من الأحزان ... ورودها قصيرة الأجل ... تسقى بماء الشقاء و الهموم ... ورود بلا عطر بلا جمال .. رحيقها لا ينجذب اليه سوى ... الحشرات من فصيلة الأغبياء و الحمقى الذين يعشقون الألوان ... الدنيا خيط رفيع بين . جنة الخلد و جحيم النار . فكل الأشياء تتساقط من حولنا .. العمر و الأهل .. حتى الأصدقاء .. حتى نحن .. سوف يأتي يوم و نسقط في جوف الموت .. و لم يتبقى لنا سوى العظام التي قد تحمل جزء من خطايانا .. من وقت ولادتنا إلى موتنا .. فـ نحن عبارة عن بقايا إنسان . و قد تكمن سعادة الإنسان الحقيقية .. في نظرو واحدة أو ابتسامة .. أو كلمة أو كسرة خبز و شربة ماء .. أو سجدة حمد و شكر لرب لسماء . فلا شئ مجاني في الحياة .. فـ كل ما نفعله في الدنيا من الخير و الشر له مقابل سواء في الدنيا أو الآخرة . نحن نحتاج الإيمان دائما .. لكي نستطيع أن نواصل حياتنا . و الإنسان السوي هو : الروح طهارة للجسد ... و القلب حياة .. العقل فيها ميزان .. و الضمير حارس ...
و ها هي فرصة أخرى عام جديد لتغير حياتك ..  .فلو استطعنا ... سماع أصوات الموتى ... لأصبحنا أموات ... كذلك كلنا نحلم بفرصة أخرى ... كلما تقدم بنا العمر أو فاتنا شئ ... كلما أخطأنا و أذنبنا ... حتى في الحب الكل يبحث عن فرصة أخرى ... سواء في العمل أو في محيظ الأسرة أو بين الأصدقاء ... نبحث عن فرصة أخرى في الحياة ... نتمناها عندما نفقدها .. و خاصة عند رحيل عزيزا علينا ... نتمنى ولو للحظة أن يعود ... كم هو مؤلم هذا الاحساس عندما تبحث دائما عن فرصة أخرى تعيد بها حياتك و توازنك ... نبحث بلا أمل برغم أننا مدينون لأنفسنا بالتقصير في حقها ... و برغم أننا نعلم أن الشئ الذي نفقده لن يعود كالعمر و الحب و أشياء كثيرة ... إلا أننا ما زلنا نتمادى في غباءنا ... و نضيع فرصة تلو أخرى حتى لو كانت للتسامح ... حتى و إن أعطانا الله فرصة أخرى بعد موتنا و أعادنا للحياة مرة أخرى .. سنفعل  كما فعلنا في الحياة السابقة ... لأنها طبيعة بشرية ترجو و تأمل دون أن تفعل ... تمسكوا بكل لحظة في حياتكم .. أحبوا و تسامحوا ... توبوا و أطيعوا ... افعلوا كل شئ جميل لأن الفرصة لا تأتي سوى مرة واحدة في العمر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق