بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 4 يوليو 2018

حلب و لعبة أخرى


         حلب .. و لعبة أخرى ... الآن حلب تحترق و تشتعل جميع المواقع بهذا الحدث من هاشتاج إلى آخر .. و من صورة إلى أخرى .. الكل كالعادة يصرخ و يصيح و يستغيث ... كلما حدث شئ في الوطن من القدس و غزة و صنعاء و طرابلس و هكذا ... بالرغم من أنه تم حرق حلب منذ خمس سنوات و لم يلقى هذا الحدث وقتها هذا الاشتعال .. فلماذا الآن .. و لماذا هذه الشعارات في هذا الوقت .. لماذا؟ و لما كل هذه الجلبة .. سوريا تحترق كلها منذ سنوات و نحن لا نتذكرها إلا إذا حدث شئ من غرق مهاجرين أو احتراق .. دائما نصيح كالغربان كلما زاد الخطر برغم أن الخطر موجود منذ سنوات ... إنها لعبة أخرى من ألعاب الرهانات العالمية إنها لعبة الصيد كلما قتلت أكثر نلت جائزتك الكبرى .. فـ حلب ليست المقصودة من ذاك الحدث .. حلب ما هي إلا جولة من ضمن جولات الرهان القائم بين دول الغرب و أتباعها من الدول العربية .. إنهم يراهنون في كل وقت على صمت العرب و مدى قوتهم و تحملهم .. و كلما ساد الاستقرار نسبيا في أي دولة .. كلما زادت بعدها لعبة الصيد و الاحتراق .. قلتها قبل ذلك ألف مرة ... ليست القضية سوريا أو فلسطين أو أي دولة ... إنها وطن بأكمله .. و ليست المشكلة في بشار أو غيره من حكام العرب ... المشكلة أننا ما زلنا مسخرين لدى رغبتهم و تركنا عقولنا و عواطفنا مع تكنولوجيا عمياء .. و بعدنا كل البعد عن القضية .. بل و هي قضيتنا نحن ... فـ بشار إن ذهب سوف يأتي غيره و هكذا ... بشار مجرد قطعة من قطع الشطرنج ليس أكثر .. كـ أردوغان أيضا يمثل لعبة على القطعة و سوف يأتي يوم و يخرج منها ... و هكذا بقية الحكام ... عند اشتعال غزة تشتعل القاهرة و عند اشتعال حلب تشتعل القاهرة و عند اشتعال ليبيا تشتعل القاهرة و عند اشتعال اليمن تشتعل القاهرة ... كل اللعبة تدور حول محور واحد فقط ... اشتعال القاهرة و استنزاف موارد العرب ... أي تدمير القوة مع استنزاف البنية التحتية ... هذا هو الحال و كلما مر الوقت و بدأت الأمور تهدأ ... زاد الغرب غضبا و ضغط زر الاشتعال مرة أخرى ... في كل يوم يموت الكثير من شعب سوريا و من الشعوب الأخرى فلماذا إذا الثرثرة و البكاء فوق أطلال الوجع ... و هذا السيناريو قديم ...  بدون فائدة  ... يقتلونا بأموالنا و بغباء عقولنا و رقة عواطفنا ... نعم إنهم أذكياء ... ليسوا أذكى منا بل لأننا تمادينا في غبائنا و أخذنا من ضعفنا و لذة آلامنا وسادة نستريح عليها و نكتفي فقط بالدعاء و الدموع و كلمات لا تغني و لا تسمن من جوع ... نسينا أن التغيير يجب ان يأتي من داخلنا نحن .. نسينا أن الله لن يغير أحوالنا إلا إذا تغيرنا ... استيقظوا فالتتار قادم من جديد بشكل مختلف .. قادم و بين يديه قطعة شيكولاته مغلفة بالدم لكل ساذج أحمق ... فالدعاء وحده لا يكفي .. ابدأ بتغيير نفسك أولا ابدأ بإصلاح ذاتك داخل وطنك .. تعلم دينك جيدا ... تعلم كيف تعامل الناس و كيف تتقن عملك .. تعلم أن كل شئ يحدث من حولك أنت تمثل نسبة و لو بسيطة في حدوثه ... لو كنا تمسكنا بقيمنا و مبادئنا و تعاليم ديننا .. لو كنا تمسكنا بثقافتنا و رقينا في كل شئ ... ما وصلنا إلى كل هذا .... لا يوجد محارب في الدنيا بدون سلاح أو بدون تدريب أو بدون علم ... تعلم و اقرأ و اعمل ... افعل كل شئ يخدمك و يخدم وطنك ... و كفاك صراخ كالاطفال ... و إلقاء اللوم على الآخرين ... لا تجعل من نفسك إمعة ... تابع للآخرين ... أنت من تملك عقلك و ليس غيرك ... استغل عقلك بعيدا عن كل الفتن و السلبيات التي تمارسها يوميا .... فكر و اعمل هذا هو السلاح ... ثم الدعاء بأن يرحمنا الله من كل هذه الفتن و يرحم شهدائنا و ينعم على جميع أوطاننا الخير و السلام ... اللهم تقبل إنك سميع عليم مجيب الدعاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق