بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 4 يوليو 2018

الحنين


الحنين 
هو أن تشتاق لإنسان  عزيزا لديك .. تشتاق أن تراه أو تسمع صوته ..
أو حتى تعلم أخباره من الغير ... و قد يكون الحنين مؤلم عندما
تشتاق لأناس لم تشغل بالهم يوم أو يتذكروك أثناء حديثهم
و كأنك لا شئ ... قد تشتاق للأشياء .. تشتاق لرائحة الأماكن
و ذكريات استوطنت بداخلك ... قد تشتاق للطفولة و لعبك الهمجي
و فوضى تحدثها في المكان ... تشتاق للسير حافي القدمين تحت زخات المطر
برغم الوحل الذي يتخلل أصابعك .. تشتاق لحكايات الجنية و خرافيات الأساطير عندما تسمعها
و أنت محتضن وسادتك البائسة ... تشتاق لصديق قديم كان توأم روحك
و ظلك الحائر في الطريق .. تشتاق إلى أن تمسك الطباشير و الأقلام المكسورة
لترسم لوحة جميلة من الشخابيط على الجدران ... تشتاق إلى أول حب و أول نظرة
و أول ابتسامة و أول لقاء .. تشتاق لحضن أمك التي مهما كبرت
تشتاق إليه لترمي بين أحضانها كل همومك .. و تبكي و كأنك ما زلت طفل بين يديها ..
تشتاق لأصابع أبوك عندما كان يداعب شعرك أثناء نومك ...
تشتاق و تشتاق ... و قد يؤلمك الاشتياق أكثر إذا رحل الجميع عنك ..
ياااااه ما لهذا الحنين الذي يجتاح مشاعرنا كلما تذكرنا الأشياء ...
و كلما تذكرنا مكان أو حتى عند سماعنا لموسيقى أو أغنية
أو حتى أقصوصة مضحكة و أخرى حزينة و أخرى مرعبة ...
جميعنا نشتاق و يقتلنا الحنين إلى كل شئ و أي شئ يعيد لنا طفولتنا
أو شبابنا أو أجمل لحظات عمرنا ... الحنين هو الحنين .. كـ الثلج في الماء
يذوب في دماءنا و يشق نفق من اللحظات الثائرة بداخل قلوبنا
و معها آهات تعلو صدورنا ... فأحيانا نبتسم و أحيانا نبكي ..
و أحينا نغيب عن الوعي ... عندما يأخذنا الحنين إلى الماضي ... بكل ما فيه من ذكريات ............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق