بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 2 يوليو 2018

أنا و النسيان


أنا .. و النسيانِ
قالت : حاول أن تنساني  ... قلت : تباً للنسيان ... فلن أنساكِ
قالت : أتكفر بالنسيان ...   قلت : بلى  فهو نعمة من عند إلهي
و لكنه كـ اللص يسرق الذكريات  ... و يعبث بالعقول ... و يأسر الألبابِ
فلا هو يأتي وقتما نشاء . و لا يرحل  عند ذكر الأحبابِ
قالت : سوف تنساني ... و لن تموت بدوني
لأنك قلت : لا أحد يموت من الحب  ... و لكنه قد يموت من كثرة الأحزانِ
قلت : الحزن يولد من رحم الحبِ ....و الفطام صعب على نهود الحرمانِ
فـ الحزن و الحب .. كلاهما أشد عذابِ
قالت : إن كنت تحبني حقاً لا تكتبني قصيدة  ...و اجعل مني ذكرى بائسة قديمة
و ارسمني بريشة فؤادك لوحة باهتة بدون ملامح ...
كـ خيال ظلٍ .. يتمايل مع قشات النسيمِ ... أو كـ صفحةٍ .. ممزقة بين صفحات كتابِ
قلت : الرسم بالكلمات يشبه كثيرا الرسم بالألوانِ ... فـ ريشة الفؤادِ لا تميز بين لون الكلمة
ولون الصورة .. و لون الأثوابِ
قالت : لا تجعل مني وردة  في بستان أحلامك  ... و لا ترتشف من رحيقي عطراً
فـ الكثير من عطور النساءِ .... منهن الصادق و الكذابِ
قلت : أتذكرين يوماً سألتك عن الأحمر في الورود
قلتِ لي: هو معنى الحبِ بألف جوابِ ... و عندما سألتكِ عن أطيب العطور
قلتِ لي: أطيبها عطر أنفاس العشق  ... تظل على مرالأزمانِ .. بلا أسبابِ
إذاً : كيف تريدين أن أجعل من قلبي كبش فداء .... كـ عابر سبيل يدق للقلوب أبوابِ
كيف تريدين .. أن نعيش ...  حياة الأمواتِ في دنيا الأغرابِ
فأنتِ لن تصبحين حرة كما تحلمين ... سوف تصبحين الجلاد و أنا السجانِ
و أنا لن أكون فارساً للحياة بجوادي ... سوف نصبح كـ الطير بلا أغصانِ .... نصبح كـ السماء بلا سحابِ
قالت : أتعبني العشق و أعياني الشوق ... و أصبحت الظنون تنهش في عقلي  ... كـ الغربانِ أسرابِ
حبيبتي : حتى و إن غبتِ عني  ... فلا أستطيع أكرهكِ و لا أستطيع نسيانك ...
و كأني أقف على حافة الهاوية  ... ما بين الجنةِ و النارِ ..كأني أجد حاضري و مستقبلي  كـ وهم سرابِ
فـ النسيان أبرد من الثلج  و أطول من ليل الشتاء ... و بطئ جدا .. كـ الملل و الانتظارِ
النسيان .. كالموت ...يحمل سر سعادة مغلفة  بأكفان العذابِ
سامحيني : إن قلت لن أنساكِ  ... حتى و إن أصبح كلي .. بقايا إنسانِ
سأظل أحبك .. حتى يواري  جسدي الترابِ
ما هذا .. الذي يختلج صدري ... كلما تذكرتك .. كلما اشتقت إليكِ
أجد نفسي .. أتحدث مع مرآتي ... و كأني فقدت صوابي .... أجد نفسي مع النسيان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق