هاني الشوبكي و علاء حجازي.. في رائعة ..أنا آدم و أنتي حواء

-  أنا آدم .. وأنتِ حواء
أخطأنا مرة ..  فـ لفظتنا السماء
وإن أخطأنا مرة أخرى.. سوف تلفظنا الأرض كـ الغرباء
حبيبتي ..  تعالى أحبك الآن
قبل أن يدخل موسم الجفاف إلى أرض  ...عشقنا الوردية
قبل أن تدق ساعة  الحرب في ساحة  ... الرعاع والهمجية
تعالي ... فأنا متعب جدا ... يفيض الوجع بأضلعي
وترقص أحلامي   كالفراشات الزهرية
تعبت من عبث   الفوضى في وطني
وصراخ الأطفال   جوعا في أذني  .... ودماء الشهداء المنسية
أصاب جسدي رعشة  كرعشة القمر ....

وأصبح لوني كـ لون  الشمس في الغروب بلون البرتقال... وعيني متعبة بالسهر ...  مزرية
تعالي نكفر عن خطايانا ..  فأنا رجل بشهواتي المحظورة
وأنتِ أنثى بنيران  .... الخطيئة الأبدية ....

تعالي ... لقد وجدت حكما شرعيا
في فقه الفقراء ... يقضي بأننا بشر ضعفاء
لأني آدم ... وأنتِ حواء ......أخطأنا مرة .. فـ لفظتنا السماء

سامحيني ....إن أجهضت شوقنا   قبل أن يولد ... ومزقت بكارة عشقنا  قبل أن توجد
سامحيني .... إن أوقدت نيران احساسي  ... وجمعتها   في قارورة بنفسجية
وألقيت بها في بحر النسيان  مرمية
سامحيني .... إن خرجت من شفتاي  كلمة أكرهك ... وكأني ابتلعت سم مزق أحشائي  إلى أشلاء
حبيبتي  ... لسنا في زمن الأنبياء
ولسنا في عصر المعجزات ...لا نملك عصا  موسى أو جن سليمان
ولن تأتي لعقولنا  حكمة لقمان
لأني آدم .. وأنتِ حواء أخطأنا مرة ..فـ لفظتنا السماء
فلا تنتظري مني أن أسجد ...لأنوثتك الطاغية ... لأني لن أسجد إلا لله ....

ولا تنتظري مني أن أركع ... لجمر شفاهك .... لأني لن أركع ... إلا ... في صلاتي لله
أنا آدم وأنتِ حواء أخطأنا مرة .. فـ لفظتنا السماء
فإن أخطأنا ثانية ...  سوف تلفظنا الأرض  كالغرباء
تعالي  ..... فالعمر لن ينتظر والشمس لن تحتضر والقدر لن يعتذر  ....

فليس هناك عذرا .. للسماء  ... لأني آدم .. وأنتِ حواء