الغروب .. أحبه و أكرهه ..
.كم أحب الغروب .... لأنه ينتشلني من ضجيج الأشياء و ثرثرة المخلوقات
البشرية ..أحبه لأنه يجعلني كـ مصاص دماء لا يخرج إلا في الظلام ..لأمارس هوايتي و
ألجأ إلى صومعتي كـ زاهد .. فأبدأ في
كتابة طلاسم إحساسي و مشاعري و ما يشغل فكري .. أحبه لأنه يدخلني في دائرة الصمت
حيث الهدوء الذي يسود المكان و كأنه يسدل الستار للفوضى من حولي ...و يجعل عقلي خاليا من التشويش
المستمر كـ تلفاز قديم .فيدخلني في عالمي الخاص و كأني أشاهد فيلم قديم كـدعاء
الكروان .. و أتقمص أدوار البطولة ... أحب أن أنظر إليه و ألوذ بالفرار إلى محرابي
الصغير فأصلي و أسجد سجدتين بعدها أدعو
الله بتراتيل .. من حبات تسابيح كلمات خاطري
كم أكره الغروب .... لأنه دائما يذكرني بنهايات الأشياء و يذكرني بالرحيل . فـ أتذكر الذين رحلوا عني و
تركوا الحزن و الألم يعتصر قلبي .. أكرهه
لأنه يذكرني بالغربة عن وطني و عن نفسي ... يذكرني بشيطان نفسي التي دائما تراودني في لحظات ضعفي ... فأنحني منكسرا و كأن
هناك جبل على ظهري ..أكرهه لأنه يذكرني بـ ( أمي ) عندما كانت عينيها يغلبها
النعاس من شدة الإرهاق و التعب طوال اليوم ... فأشفق عليها و أحن إلى حضنها ... الغروب
يذكرني بأشياء تمنيت لو أعود يوما ..و لم أفعلها .. كم أكرهه لأنه يذكرني بذنوبي و
خطاياي التي أثقلت همومي ... و كلما رأيت الغروب أحمد الله أنني ما زلت أحيا لعلي
أكفر عن بعض خطاياي ..هذا هو الغروب بالنسبة لي ... أحبه و أكرهه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق