بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 30 يونيو 2018

لا عزاء للنساء


لا عزاء للنساء ........
قالت : يا أنت ... مالي أراك .. منكسرا
كيف دخلت مدينتي ... و بعثرت أشلاء حزني ...
ليل نهارا
كيف .. حطمت أسوار مملكتي  وجئتني اقتدارا
مالي أرى .. نواعس الأيام على جفنيك
و الحزن العتيق .. كالخمر  يسكن عينيك.. مرارا
قلت : سيدتي ........... أنا رجل.
قادم من عالم الأشباح جئتك أبحث عن .. بقايا امرأة
قتلتها حماقات الرجال .. اصرارا
امرأة .. كانت وطن ..و سماء ..
 و أرض .. كانت جبال..و بحور .. و أنهارا
امرأة .. لم يتبقى من وجهها سوى عينيها..
 الدامعة الخائفة من وراء وشاحا
فإني مؤمن .. أن المرأة عندما .. تحجب مفاتنها تزداد جمالا
امرأة .. أجهضوها و هي حُبلى ..... منذ أزمانا
فهي لم تنجب بعد رجال ... فليس كل الرجال .. رجالا
سيدتي .. إن قابلتيها يوما .. أبلغيها
أن الأرض التي تنجب النساء
قد تأتي يوما .. و تنجب أبطالا
أبلغيها .. عندما تجد الدم القاني  على الطرقات
عندما تسمع أنين السماء 
 و للطيور المهاجرة . صرخات. ...أن هناك .. أحرارا
قالت : و هل هذه المرأة  تستحق كل هذا العناء...
قلت : نعم ....  فهي الحزينة الدمشقية
...  هي قدسية الهوى و الهوية ...
هي بغدادية العشق منسية ....
و الحسناء الأردنية  لبنانية الجمال ..
و صنعاء الأبية هي الخليجية المرمرية ...
السودان الشقية و تونسية العشق ..
و ليبية الشوق للحسن مغربية   ...
هي الشامخة الجزائرية .....
 و لرمز العفة و الطهارة قاهرية .. لكل احتلالا
سيدتي : إن مت بين يديكِ ....
فاحمليني في تابوت قديم.
كـ أرضنا هذه القديمة ...
و انثري عبير .. عطرك الراهب على جسدي ..
و أبلغي الكل سلامي ....
فـ سلام على الأنبياء و الشهداء...
سلام على المساكين و الفقراء .....
سلام لكل الرجال الأوفياء و الأتقياء..
سلامي .. لكل امرأة ثكلى ...
و أرملة و عاشقة في المنفى ..
سلامي لكل النساء التي. .
عندما تحزن .. تزداد إجلالا .......
و اكتبِ على قبري  هذا .. آخر الرجال ...
أكتبِ.. لا عزاء للنساء.. أكتبيها تكرارا
لأن المرأة .. عندما  تحجب مفاتنها  ... .تزداد جمالا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق