كلاسيكية الوجع العربي .... مهاجر
مهاجر أنا..... بعد
أن وطئت جنود الهم أوطاني ... . مهاجر أنا .. و أوراق مروري جروحي و أحزاني
لم أجد أمامي سوى
بحر الموتى و بين يدي أحمل أكفاني ... و
في الليل الأسود .... و البرد كـ السم
يسري في عظامي
معي حقيبة واحدة
... أحمل فيها زادي من الجوع و الحرمانِ
....
و القليل من حليب
العروبة ... في نهود زوجتي ... قد تكفي صغيري .. أيام إلى بر الشطئانِ ...
. و في معطفي كسرة
خبز أتقاسمها بيني و بين بناتي ... هن ... الكبيرة قدسية أرملة منذ أزمانِ
و الصغرى دمشقية
مرمرية أفقدوها عذريتها ... و تغنوا بدمائها ... كـ الغربان تصدح
ألحانِ
و بينهما
بغدادية وردية .. قيدوها بسلاسل ... الفوضى و الخراب فـ جلدوها الرعاع .. كـ السجانِ
و بيروت الجميلة ..
تشوه جمالها ... بيد الصعلوك ... و
الجبانِ
و صنعاء الأبية ...
يلعبون بزهرها .... على مائدة القمار ..
ليكون هناك فائز و خسرانِ ... و ليبيا
الأصيلة ... ما زالت تئن من ....وجع الغدر
..و النسيانِ ... مهاجر أنا .. بعد أن
أصبحت أرض العرب لم تنجب سوى النساءِ ... فهي لم تنجب بعد رجال .. عربانِ
بعد أن أباح وطني
الدماء .. و استحل دمعتي و أبكاني ... و
تركوا الذئاب تنهش في عرض نسائي و ترقص
مترنحة ...
على أشلاء أبنائي بالحسرة و الخذلانِ ....
مهاجر أنا و سوف
أترك الكلاب للكلاب .. يأكلون سوياً على مائدة الخيانة و دموع الأطفال ..
. كـ الخمر
يرتشفونها بنهمٍ .. كـ السكرانِ ....
قد مد الأجنبي يده لينقذني .
و أعلم أنه قريب أم آجل سوف يقتلني .. و إن كان ... فلن يتغير إيماني .... بأن هناك رب العرش
.يحميني و يرعاني ...
فأنا إن مت ... سوف
أموت بشرف بكرامتي ... سوف أموت و رائحة الجنة تخيم حول قبري دون الجنانِ ...
أما أنتم .. سوف تموتون و الجبن يعلو وجوهكم
... سوف تموتون و يكتب العار على قبوركم
.. أزمانِ
دمي ..أكرم منكم ..
و دمعتي أغلى من أموالكم .... يا من
تنامون و بطونكم ملئ
.. و الحرير يكسو
فراشكم .... فأصبحتم كـ الجواري في قصر السلطانِ ....
أين الصديق يأتيني
بصدقه .. و ابن الخطاب بعدله ... أين ابن عفان بكرمه.. و علي بسيفه
أين ... العالم كله
من .. شريعة الأديانِ ..... أين أمة ضاعت .. لم يتبقى منها
إنسانِ