بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 30 يونيو 2018

كلاسيكية الوجع العربي


كلاسيكية الوجع العربي .... مهاجر
مهاجر أنا..... بعد أن وطئت جنود الهم أوطاني ... . مهاجر أنا .. و أوراق مروري   جروحي و أحزاني
لم أجد أمامي سوى بحر الموتى  و بين يدي أحمل أكفاني ... و في الليل الأسود ....  و البرد كـ السم يسري في  عظامي
معي حقيبة واحدة ...  أحمل فيها زادي من الجوع و الحرمانِ ....
و القليل من حليب العروبة ... في نهود  زوجتي  ... قد تكفي صغيري .. أيام إلى بر الشطئانِ ...
. و في معطفي كسرة خبز أتقاسمها بيني و بين بناتي ... هن ... الكبيرة قدسية أرملة منذ أزمانِ
و الصغرى دمشقية مرمرية  أفقدوها عذريتها  ... و تغنوا بدمائها ... كـ الغربان تصدح ألحانِ
و بينهما بغدادية  وردية .. قيدوها بسلاسل  ... الفوضى و الخراب  فـ جلدوها الرعاع .. كـ السجانِ
و بيروت الجميلة .. تشوه جمالها ... بيد  الصعلوك ... و الجبانِ
و صنعاء الأبية ... يلعبون بزهرها  .... على مائدة القمار .. ليكون هناك فائز و خسرانِ ...  و ليبيا الأصيلة  ... ما زالت تئن من ....وجع الغدر ..و النسيانِ ...  مهاجر أنا .. بعد أن أصبحت أرض العرب لم تنجب سوى النساءِ ... فهي لم تنجب بعد رجال .. عربانِ
بعد أن أباح وطني الدماء .. و استحل دمعتي و أبكاني ...  و تركوا الذئاب تنهش في عرض نسائي  و ترقص مترنحة  ...
 على أشلاء أبنائي  بالحسرة و الخذلانِ ....
مهاجر أنا و سوف أترك الكلاب للكلاب .. يأكلون سوياً على مائدة الخيانة  و دموع الأطفال ..
. كـ الخمر يرتشفونها  بنهمٍ .. كـ السكرانِ .... قد   مد الأجنبي يده لينقذني .
 و أعلم أنه قريب أم آجل  سوف يقتلني .. و إن كان ...  فلن يتغير إيماني .... بأن هناك رب العرش .يحميني و يرعاني  ...
فأنا إن مت ... سوف أموت بشرف بكرامتي ... سوف أموت و رائحة الجنة تخيم حول قبري  دون الجنانِ ...
 أما أنتم .. سوف تموتون و الجبن يعلو وجوهكم ...  سوف تموتون و يكتب العار على قبوركم .. أزمانِ
دمي ..أكرم منكم .. و دمعتي أغلى من أموالكم  .... يا من تنامون و بطونكم ملئ
.. و الحرير يكسو فراشكم .... فأصبحتم كـ الجواري في قصر السلطانِ ....
أين الصديق يأتيني بصدقه .. و ابن الخطاب بعدله ... أين ابن عفان بكرمه.. و علي بسيفه
أين ... العالم كله من ..  شريعة  الأديانِ ..... أين أمة ضاعت .. لم يتبقى منها إنسانِ


الوجع



الوجع .....
هو أن تستيقظ من نومك فتجد أحلامك تموت ....
و تتمنى أشياء لن تتحقق
.. و يأتيك العذاب من أقرب الناس إليك
..... و لا تجد وسادة تستريح عليها همومك
سوى وسادة الحرمان و الخذلان
... الوجع ... أن تفقد عزيزا عليك و تعلم أنه لن يعود
و صورته ما زالت تراود ذاكرتك بين حين و آخر ...
الوجع .. هو الانكسار عندما تتلاشى من ذاكرتك كل الأشياء الجميلة
... و لا ترى عينيك سوى خيبة الأمل و الحسرة ..
و تشعر بأنك كـ الطائر الأسير  مقيد بقيود الندم
و معاناة  الواقع الأبكم و الأعمى و الأصم
.. الوجع أن تكون أنت السجان و الجلاد في نفس الوقت
.. الوجع أن يعجز لسانك عن البوح بما تتمناه
و تريد أن تصرخ فتذوب صرختك بداخلك أنت ..
و يتوقف فكرك كله داخل دائرة الآلام التي صنعتها بنفسك
و صنعها الأشخاص حولك
... الوجع أن لا تشعر بقيمتك وسط مجموعة
من الرعاع و الهمجية و الأغبياء و الحمقى
... الوجع أن تكون وحدتك هي ملاذك الوحيد



كل عام .. و أنتِ معي ..
كل عام .. و عشقك يسري في شراييني .... و يسكن بين أضلعي  ...
كل عام .. و أنتِ العمر  و أنتِ الحياة
..  و حضنك مأوى لحزني ... ولمساتك شفاء  لأدمعي ...
... كل عام و وجهكِ سمائي فـ في عينيكِ مسائي ..
و بين جبينكِ  الشمس  ... و على خدكِ النجوم  و في شفاهك القمر
... و صوتك يغرد بأنشودة حب  تختلج مسمعي
... كل عام  و فؤداي بين يديكِ ...
كـ فراشة بيضاء تسافر بين أصابعكِ .... و تستريح في كفيكِ  فترسم تاريخ وجودي و منبعي
... كل عام و أنتِ الروح  تسافرين بين عقلي و قلبي
و تنثرين على جسدي ... عطر الراهبين و تقوى الزاهدين .. فـ لشياطين الإنس و الجن عني امنعي  ....
.... كل عام و أنتِ الوطن ..شامخة .. ثائرة ... برغم جروحك .. كوني للأرملة صاحبة .. و للثكلى آمنة
  .. و لليتيم حاضنة .. و وردة   على قبر الشهيد مزهرة.. .فـ لجميع خطايا شعبك  .. اشفعي  ..
.. كل عام و أنتِ أنا .. روح واحدة ... في جسد واحد أجمل .. كـ حمامة سلام للبشر
.. نعيد للإنسانية .. غدا أفضل ..  فـ لملمي كل الحب و الوفاء ..
و من خيوط العدل و الأمل للعروبة  ...حلم حياة اجمعي ..
كل عام و أنتِ نبضي  و سمعي و بصري
..  فـ هاتي يديكِ على قلبي .. و لتراتيل شوقي  و حنيني اسمعي ...
اسمعي فؤادي و كل ما يسكن ذاتي ..يغني لكِ ..... كل عام و أنتِ معي


التعليم و الالحاد


التعليم ارهاب 2


التعليم ارهاب



اذكريني
حبيبتي ...إن شاء القدر ... ولم أراكِ و غبتِ عني  ..... إن شاء القدر . و رحلت عينيكِ  عن عيني
فأصبح لقاءنا ... لقاء الموت بالحياة ... وأصبحت أحلامنا ... مجرد تمني
فـ في الفراق لا تتعجلي ...  و لـ نحر قلبي تمهلي .... فهل يجوز للقتيل بعد القتل ذبح .... أم يجوز ...  أن يسفك في حرم العشق  دمي
فـ اذكريني  .. عندما تغيب الشمس و يأتي المساء ...... فـ تتسلل عيون الليل السوداء لترى عشقنا خفية ..
من وراء السحاب  كـ لصوص الوطن الجبناء .. و كـ لحظة هجر .. تؤلمني
اذكريني ...عندما تتجولين في ألبوم الذكريات .... فهناك قُبلة حائرة  تحمل أثر شفاهك عليها ... و على أنغام رقتها كنت أغني ...
و في صفحات الذاكرة  .. ضحكة هاربة من بين ثناياكِ ... ضحكة بريئة رقيقة  لملامح عشقي ترسمني ...
و هناك قدري على جبينك  و دمعة غائبة هاربة منكِ ... كالسيف تقتلني
حبيبتي .. كيف ترحلين وهنا بقايا ... من عشقنا في جنة بنيناها سويا
حدائقها من ورود العشق ... قطوفها من ثمار الشوق ... فـ هنا .. بعض منكِ ..و بعض مني ...
هنا ... أنتِ خصلات من شعرك .. على وسادة هوانا  ..و فرشاة أسنانك
...و قهوتك التي لم تنتهي بعد ... و عطرك الثائر الذي طالما أسرني ..
هنا ... كل شئ ..هنا فؤادي المسكين  .. وجسدي النحيل و أصابعي المرتحلة بين الحروف
... متسولة .. أم غريبة ... أم لأني
أصبح حديثي ممل  كـ ليل الشتاء ... و كل حديثي عن الحب  صار هباء أم خاب ظني
حبيبتي ... كيف ترحلين  و أنا ؟.. ألم تسألي نفسكِ يوما ماذا سـ أفعل بعدك
من يتحمل همومي و سخافاتي من في أحضانه ... أرتمي لكي يواسيني في همي و حزني
حبيبتي ... إن غبت عنكِ و انقطعت اخباري فاعلمي ... أني وضعت نفسي في تابوت الأحزان و أني للموت
... أنتظر  كـ راهب في  محراب القبور .... أنتظر قدوم الروح  التي أخذتيها معك ...
أنتظر .. أن تعودين و تسألين عني ... حبيبتي ...إن شاء القدر ...ولم أراكِ و غبتِ عني  .....
إن شاء القدر . و رحلت عينيكِ  عن عيني ... فأصبح لقاءنا ... لقاء الموت بالحياة
وأصبحت أحلامنا ... مجرد تمني .... فـ اذكريني


لا
أجئتني .. تسأل عن قلب أنت تسكنه .........
.أم جئتني .. تسأل عن جرح أنت صاحبه
أتسألني عن حالي .. و كيف أخباري ..
... و كل شئ عني أنت تعرفه
كفاك كذبا .. كفاك عذابا ....... فـ كل شئ منك .. أصبحت أكرهه
كم قتلتني ببرودة مشاعرك .... .و أهملتني .. كـ ذكرى قديمة بخاطرك
كم دمرت كل شئ فيك .......كنت أعشقه
أتحب أن تراني .. أم ترى ضعفي و هواني ...
...أم تحب أن ترى ...  العذاب الذي كنت أكتمه
جئتك و كلي حنين  ..... و بين يدي حلم السنين .....
جئتك بربيع عمري   بين يدي أحمله ...
و أنت كـ الموت ....تعتقل حياتي و لنبض   روحي تقبضه
كم من دمعة ماتت على خدي .... و كم من أه احتلت جسدي
و أنت بكل سخرية  ترقص فرحا .. على ألمي ... على وجعي .. على دمعي ....
جئتني الآن ترقص على   موتي و أنت تشهده
اطمئن لن يئن لك شوق  .... و لن يحترق لأجلك عشق   كنت يوما تجحده
و لن أدخل محراب حبك ..... حتى و إن غيرت كل   طقوس معبده
لن أصبح دمية بين يديك .... و لن  تحتل أحلامي عينيك
لن أئتمنك على قلب  أنت معذبه
حتى و إن مزقت مشاعري  و طويت احساسي ....
فـ قلبي سوف أسجنه .... فلا تسألني ... لا



وعدتني
وعدتني أن تبقى معي 
و وعدتك أن تبقى كـ ظلي  .... ترافقني أينما ذهبت 
وعدتني بالجنة في عينيك فيها ثمرة عشقي ...
و قصري و بيتي  ... و وعدتك أن تسكن فؤادي ... تختار فيه وسادتك  ... كما شئت
وعدتني بأن حضنك شاطئ نجاتي .... مأوى لأحزاني
و وعدتك أن أرتاح  .... على صدرك كلما بكيت
وعدتني أن لا نفترق أبدا ... و لا أخشى من الغياب
هموم و أحزان ... و وعدتك أن نبض حياتي .. و عمري و القدر على جبيني  .... هو أنت
وعدتني كثيرا و كثيرا  .... وكلما خذلتني ... إليك عُدت
لأني أجد فيك ريحانة أيامي ....أرى فيك نفسي .. و آمالي  كلما حلمت
أتذكر يوما ...  تشابكت أصابعنا ....و نامت يدك مطمئنة في كفي
و رأسك المتعبة راحت  تداعب كتفي ....حينها .. نظرت إليك و قلت
أتحبني .. كما أحبك ....أم أنك عن عشقي تُبت
قلت : نعم أحبك ..... و هل صدق حديثك  ... كلما اقتربت منك عني ابتعدت ؟
قلت : أخاف من جَلد نفسي .....فكم... أنا من خذلان الحب تعبت
تحدثنا كثيرا و حلمنا كثيرا ..... و في كل مرة وعدتني فيها
تغيب عني .. و تهجرني ....و كأني في حق محرابك أذنبت
بالله عليك أجبني ..أين أجد روحي الهائمة بك .. أين أجد نفسي و نفسي منك ....أين طيور الحنين
التي كانت تسافر بيننا .....كلما تذكرتك و كلما إليك اشتقت
ليتني أستطيع ضمك إلى صدري ....لكي تتعانق الأنفاس بيننا
لكي تمتزج بقبلة حائرة دماءنا .....ليتني أستطيع تحمل الفراق ...أكثر مما تحملت
لقد أوجعني الرحيل ....و أدماني الشوق إليك أكثر مما تخيلت
فيا حلمي الضائع مني .....يا وجعي الساكن بين ضلوعي
متى اللقاء.... متى الوفاء بالوعود  .....التي بها وعدت
أتذكر وعودك جيدا  .....أتذكر شفتيك التي نطقت أحبك
و عينيك التي غاصت .... في بحور عيني كلما منك اقتربت .....فيا ليتك تذكرت
أنك كلما وعدتني بألف وعد ... وعدتك بوعد  ..... أني أحبك و سأظل أحبك  .... حتى و إن مُت
سوف أكتب على شاهد قبري .... هنا ترقد روح شهيد الوعود ... هكذا سـ أكتب ..  كما على قلبي كتبت ...
أعلم أنك قد تقول عني .. جُننت  .... لأنني أحبك أكثر .. كلما وعدتني و خذلتني  ... إليك عُدت


و يمضي العمر ...
و يمضي العمر .. و تمضي الحياة .... و أنتِ كما أنتِ .. تسبحين في أعماقي ..
ترحلين مع غروب الشمس ... و تشرقين بداخل ذاتي
عام بعد عام و أنا أبحث عنكِ .. في صفحات حياتي
علني أجدك في كتاب عمري .... علني أجد فرحي و ابتساماتي
يا من رسمتها بقلبي أجمل نساء عمري ... في الماضي و الحاضر و الآتي
في كل يوم أشتاق إليكِ أكثر فأكثر .... فأرسمكِ شعرا و نثرا في كلماتي
فـ آه ... لو تعودين .. لـ حملتك بين يدي ..
كـ حمامة بيضاء متعبة من جراح السنين
و لأسقيتكِ .. شربة حب بعدها لا تظمأين ... من نهر جناتي
و غسلت وجهكِ .. بعطر أنفاسي و بالمسك
و العنبر و رائحة الياسمين  و احتضنت عيوني عينيكِ
و أسكنتك قصرا داخل شرياني ..
من شرفاته بنورك تشرقين
و تحلقين فوق رأسي كـ الفراشاتِ
و لأدخلتك مسكن بالعين ... و أغمضت عليكِ جفوني ..
كي لا تهربين كـ النساء العابثاتِ
و فرشت لكِ عمري ... بساط أحمر ...
كـ ملكة جمال .. عليه ترقصين أجمل الرقصاتِ
و لقبلت يديكِ ألف مرة ..
و حضنت أصابعك الصغيرة بـ كفي ..
كـ طفلة صغيرة .. فبأشيائي لا تعبثين
و لا تستفزي آدم بداخلي فـ تحرقني نزواتي
آه لو تعودين ... لكي أعود أنا
و يعود معي حلم السنين
فيمضي العمر و تمضي الحياة .... و أنتِ كل نساء حياتي


قولي ..أحبك
قولي أحبك ... حتى يتحول الصبار ورد   والشوك زيتون
حتى تتوقف الزلازل عن ضرب الأرض ..  وتستقر الطبيعة
قولي أحبك .. حتى تستقيم ...  الأزقة والشوارع  ومباني دولتي القديمة ...
قولي أحبك .. حتى ألملم أشلاء وطني ...  وأرسم حدود أرضي ... الأبية الشقيقة ...
قولي أحبك .. حتى يتحول دم الغدر ...   إلى دم شهيد أو دم عذراء رقيقة ...
.. حتى تتوقف الساعات والدقائق ... وتبقى ساعتنا الأبدية وترى الحياة الحقيقة ...
.. حتى ينطق الصمت الساكن في جوارحي ... ويهدأ الشوق القاتم بين أنفاسي العتيقة
قولي أحبك ..  حتى تهرب النساء اللاهيات
من شرفات عقلي ... وتبقى امرأة واحدة جميلة أنيقة ...
قولي أحبك .. حتى أشم رائحة أمي ..
في رائحة كفيكِ ... و أسافر بين أصابعك مرتحل ... وأصنع آمالي العريقة ...
حتى أنطق حروف الهجاء ...   وأتعلم بين يديكِ ..فنون البكاء
.. يا من ..  خرجتِ من رحم السماء ... و أمطرتيني .. عشق طهر جسدي من كل خطيئة ...
قولي أحبك ... حتى تعود روحي إلى جسدي ..
وأنتفض من تراب دنيتي البائسة الدنيئة..
 قوليها .. ولو بهمهمة .. بترنيمة عشق في محراب عينيكِ .. البريئة ..
قولي أحبك ..   وضميني إلى صدرك...... حتى أعود طفل .. فلا تفطميني ..قبل عامين ....
عام أحبك .. وعام تحبيني ..


انتظريني بالأسود


انتظريني بالأسود
أمي .. انتظريني بالأسود
فـ هو الزي الرسمي الأوحد ... لكل بريئ يستشهد
رتلي عليا دعاءك
... لعلي أصمد
في وجه الفوضى
.... ووجه واقع .. قد ألحد
فـ هأنا أستيقظ من نومي ..
  أودع أشيائي ودفاتري .. وأنهض
أترك قبلة علي جبينك ..
والأخرى علي يديكِ وأتنهد
لأجل أخواتي .. ومستقبل أفضل ... أتعهد
انتظريني .. عندما أخرج من عباءة أبي ..  وأترك عصا جدي
انتظريني .. عندما أخرج لأحلام تناديني .. وتطلب ودي
أمي : قتلوني .. وأنا أخرج من بيتي طفل .. يغتصبوا براءتي
دون ذنب .. دون أن .. أحقد
قتلوني .. وأنا أخرج من بيتي شابا .. يعتقلوا آمالي .. أمام عيني .. وأنا أشهد
قتلوني .. وأنا أخرج من بيتي جندي
....  يغتالوني .. وأنا لتراب وطني
حارس للأعداء .. أتوعد
قتلوني ... وأنا أخرج من بيتي شرطي  ...  أحمي بلادي وللصوص .. أتعهد
قتلوني . وأنا أخرج من بيتي شيخا ...  أتلو القرآن .. وأتعبد
أمي : إن غبت عنك كثيرا ..
وسمعتِ ثرثرة الحمقى والهمجية .
وهمس أرواح النيام البشرية ..
إن غبت عنكِ  و رأيتِ في أحلامك .. أغلال وقيود فضية .. فلا تفزعي ..
إن انتحرت الأخلاق .. ودنس الدم أحلامي الوردية ... قد أموت شهيدا .. في سبيل الحري
فلن أقبل .. أن ترتدي أي ألوان رمادية ... لن أقبل سوى خطوط سوداء ..
ونجمة من سماء دعاءك الذهبية .. أمي ... إن رأيتِ .. بريئ يستشهد ...
فـ انتظريني بالأسود




معاناة مع الكلمات


معاناة .. مع .. الكلمات
في هدأة الليل ... وصحوة النجوم ...
والسماء مشرقة بأنوار القدر
يأخذنا الشوق .. بلذاتنا الممتدة عبر
آلآف الكلمات المغمورة في خواطرنا
ننهل من ينبوع مشاعرنا ..
ماء عذب يروينا ويروي عشقنا
وفي آخر ساعات من الليل ..
عندما تمر بنا الذكريات الكامنة
في شريان قلوبنا
نسمع أنين المعاناة الحية ..
وكأنه صوت الوجدان الغامض ..
الذي يسري في دماءنا
عندما ننشد تراتيل الحروف
في محراب الحب
نهدأ قليلا ...
و نرمق بأعيننا نظرة بعيدة المدى ...
في الفضاء الشاسع
نحاول جاهدين أن نلملم شمل الكلمات ..
وننسج من خيالنا
ثوب الأحلام ... ونتجول ما بين ..
حدائق الحزن .. وبستان السعادة
نقطف زهرة ألم ..
تسكن ألمنا وأوجاعنا ...
و وردة حب تشفي جراحنا
وبعد أن .. نستجمع عواطفنا و احساسنا ..
نبدأ ونمسك بالقلم
لكي نسجل ...
معاناة جديدة ... مع الكلمات


هي و الانتظار


هي ... و الانتظار
دقت الساعة الثانية عشر في منتصف الليل ... و هي ما زالت تنتظر قدومه بكل لهفة و اشتياق ... كلما أحست بهمس أو تخيلت سماع صوت أقدام تأتي من بعيد .. يرتجف قلبها و تتصارع دقاته .. تأخذ أنفاسها بسرعة .. تنطق شفتاها دون أن تتحدث .. جلست تحدث نفسها .. ما سبب تأخيره عنها ؟ .. الملل يقطع من عيناها الدامعة الخائفة قطع من الخوف و اليأس ... تخاف أن لا يأتي بعد انتظار سنوات .. و في لحظة من لحظات الأمل القادم من أعماق مشاعرها .. تذكرت آخر لقاء بينهما و كيف كان اللقاء بكل تفاصيله .. فما زالت ملامحه تراود ذاكرتها المتسولة على أرصفة الفكر .. ما زالت محتفظة بكل شئ بينهما .. و في هذه اللحظات رمقت برمش عينيها صورته المعلقة على الجدران .. تتأمل ملامحه و تحدث الصورة بكل جوانحها .. و ها هي الآن في لحظة ترقب ... لحظة اشتياق .. لحظة أمل يعيد لها الحياة من جديد .. كل شئ من حولها ثابت لا يتغير ..لم يتبقى سواها تدور في دائرة الذاكرة المحتلة لعقلها منذ سنوات ... الذاكرة التي كانت كل يوم تنهش من جسدها الضعيف كل يوم قطعة .. حتى أصبحت كأوراق الشجر في الخريف تتساقط من عمرها كل يوم ذكرى ملقاة على أرض الأحلام .. و فجأة : استيقظت من غيبوبتها الحالمة على صوت أحد هناك يطرق الباب .. تقدمت نحو الباب ببطء شديد و كأنها تخشى شئ ما .. تقدمت و هي ترتجف رجفة انعاش لقلبها .. مدت يديها لتفتح الباب و كأنها تنتشل جثة الأيام و الانتظار من بحر الأوهام .. و عندما فتحت الباب : وجدت شخص ما غريب عنها .. سألها عن اسمها ؟ فأجابته بإيماءة رأس نعم أنا هي : أعطاها الرسالة و رحل .. أغلقت الباب بسرعة و قامت بفتح الرسالة بعد أن أخذت نفس عميق جدا .. فوجدت مكتوب بداخلها " أعتذر عن الحضور فـ كل شئ نصيب " ... راحت تقرأ الرسالة مرات و مرات و قدماها ثقيلتان لم تستطيعا الصمود ... حتى سقطت على الأرض مغشى عليها ... و بيديها الرسالة و اصابعها الرقيقة تتمايل كالنسيم .. و في عينيها دمعة غائبة في معقل الدموع ... نعم انتظرته سنوات و سنوات و في النهاية قضى عليها الانتظار .. و كأن الرسالة كانت بمثابة رصاصة الرحمة التي قتلت آخر أمانيها .. الفراق لن يقتلنا .. و لكن الانتظار قد يقطعنا قطع صغيرة كالنجوم المتبعثرة في السماء ... الانتظار هو المرض الذي يحتل جسدنا و مشاعرنا لسنوات ... فكم منا من يحتاج إلى رصاصة الرحمة هذه ... لكي تنقذنا من ألم الانتظار 





لا عزاء للنساء


لا عزاء للنساء ........
قالت : يا أنت ... مالي أراك .. منكسرا
كيف دخلت مدينتي ... و بعثرت أشلاء حزني ...
ليل نهارا
كيف .. حطمت أسوار مملكتي  وجئتني اقتدارا
مالي أرى .. نواعس الأيام على جفنيك
و الحزن العتيق .. كالخمر  يسكن عينيك.. مرارا
قلت : سيدتي ........... أنا رجل.
قادم من عالم الأشباح جئتك أبحث عن .. بقايا امرأة
قتلتها حماقات الرجال .. اصرارا
امرأة .. كانت وطن ..و سماء ..
 و أرض .. كانت جبال..و بحور .. و أنهارا
امرأة .. لم يتبقى من وجهها سوى عينيها..
 الدامعة الخائفة من وراء وشاحا
فإني مؤمن .. أن المرأة عندما .. تحجب مفاتنها تزداد جمالا
امرأة .. أجهضوها و هي حُبلى ..... منذ أزمانا
فهي لم تنجب بعد رجال ... فليس كل الرجال .. رجالا
سيدتي .. إن قابلتيها يوما .. أبلغيها
أن الأرض التي تنجب النساء
قد تأتي يوما .. و تنجب أبطالا
أبلغيها .. عندما تجد الدم القاني  على الطرقات
عندما تسمع أنين السماء 
 و للطيور المهاجرة . صرخات. ...أن هناك .. أحرارا
قالت : و هل هذه المرأة  تستحق كل هذا العناء...
قلت : نعم ....  فهي الحزينة الدمشقية
...  هي قدسية الهوى و الهوية ...
هي بغدادية العشق منسية ....
و الحسناء الأردنية  لبنانية الجمال ..
و صنعاء الأبية هي الخليجية المرمرية ...
السودان الشقية و تونسية العشق ..
و ليبية الشوق للحسن مغربية   ...
هي الشامخة الجزائرية .....
 و لرمز العفة و الطهارة قاهرية .. لكل احتلالا
سيدتي : إن مت بين يديكِ ....
فاحمليني في تابوت قديم.
كـ أرضنا هذه القديمة ...
و انثري عبير .. عطرك الراهب على جسدي ..
و أبلغي الكل سلامي ....
فـ سلام على الأنبياء و الشهداء...
سلام على المساكين و الفقراء .....
سلام لكل الرجال الأوفياء و الأتقياء..
سلامي .. لكل امرأة ثكلى ...
و أرملة و عاشقة في المنفى ..
سلامي لكل النساء التي. .
عندما تحزن .. تزداد إجلالا .......
و اكتبِ على قبري  هذا .. آخر الرجال ...
أكتبِ.. لا عزاء للنساء.. أكتبيها تكرارا
لأن المرأة .. عندما  تحجب مفاتنها  ... .تزداد جمالا