الواقع. الظروف. النصيب.. و هكذا
و غيرها من المفاهيم و المصطلحات التي صنعها البشر لأنفسهم للهروب من مواجهة الحياة و التخلي عن تحقيق الأحلام و ذريعة للتكاسل و التخاذل و إلقام اللوم على المجتمع و الآخرين و الفهم الخاطئ لهذه المفاهيم المكتسبة منذ الصغر . هي من أهم الأسباب لجميع المشاكل النفسية التي يعاني منها هؤلاء.. لا يوجد هناك واقع بدون خيال مسبق و لا توجد ظروف الا و لنا قرار و أيدي فيها و لا يوجد نصيب الا بالاختيار. بإستثناء الموت و الرزق و الأقدار حتمية الحدوث. دون ذلك ما يفعله الإنسان و ما هو موجود عليه الآن هو ناتج عن أفكاره و قراراته و اختياراته.
الواقع. الظروف. النصيب.. و هكذا
كل ما يحدث لك هو نتيجة فهمك و وعيك للتقاليد و العقائد التي ورثتها من العائلة و المجتمع و للآسف معظم هذه المفاهيم و التقاليد هي ثقافة واهنة ينتج عنها الفساد المتفشي في المجتمعات. ينتج عنها جميع أنواع الغباء الاجتماعي و معظم الانحلال الذي يسري كالوباء في مجتمعات تدعي الفضيلة و تظن أنها قائمة على الدين برغم أنهم يعرفون بداخلهم أنهم على خطأ و أنهم يحرفون الدين لأجل أهوائهم و غرائزهم. من أجل الشكل العام أمام المجتمع و الناس
جميع الصفات البشرية السائدة في المجتمعات مثل الخيانات الزوجية و الكذب و النفاق و انعدام الضمير و هكذا هي نتيجة هذه المعتقدات و المفاهيم المغلفة باسم الواقع و الظروف و بعدها يأتي الدين.. لا توجد صفة مكتسبة سيئة الا و يسبقها غيرها و يأتي بعدها السئ فالأسوأ و هكذا. مثلا لا توجد خيانة بدون كذب و لا يوجد كذب بدون انعدام بالأمانة و لا يوجد انعدام الأمانة الا بسوء الضمير…
الواقع. الظروف. النصيب.. و هكذا
جميع الصفات السلبية و الصفات المنافية للأخلاق الإنسانية هي مغلفة بورق سولفان يسمى الواقع و الظروف و النصيب. حتى أصبح الأنسان ضحية فهمه و وعيه المختل و الاتكال الواهن على هذه المصطلحات التي ما زالت تدمر حياته من بداية الحزن و الندم إلى الاكتئاب و الأمراض النفسية و الفساد..
و ما زال البعض يستخدم هذه المفاهيم حتى و إن لم يكن مقتنع بها. ما زال يستخدمها كسلاح للتكاسل و الدفاع عن شهواته و مبررات للفشل و أدوات تحفيزية للفساد.
عذرا أيها الأغبياء الفاسدين و الفاشلين و المنافقين و الخائنين و الكاذبين و الخائفين و….
لن يشفع لكم أحدا عندما تقعون ضحية هذه المفاهيم و لن تشفع لكم أنفسكم عندما تواجهونها بكل دناءة و احتقار و ضمائر هزيلة منتشية بنبيذ الشهوات و الغرور و اللامبالاة. عذرا
هناك إله واحد و شريعة واحدة و خلقة واحدة خلقت على الفطرة فليس هناك مبرر واحد مهما كانت الظروف و مهما كان الواقع فالمبدأ لن يتجزأ من خان فهو خائن و من كذب فهو كاذب.. و من سرق فهو سارق.. هكذا تعلمنا و هكذا يجب أن تتعلموا. هكذا خلقنا الله بداخلنا قوة للتخلص و التخلي عن كل هذه الأشياء التي تدنس آدميتنا.. ألا و هي قوة الإيمان. لا تستسلموا لأهواءكم المزعومة و مفاهيم مغلوطة و معتقدات باطلة.. انتفضوا من تراب الفساد الذي يملأ عقولكم.. ابدأوا بثورة أخلاقية على أنفسكم أولا ثم ثورة على فشلكم و تخاذلكم
الظروف و الواقع هو ما نصنعه بأيدينا بينما القدر هو ما يصنعه الله لنا
د/هاني الجبالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق