الحنين كالشتاء..
عندما تعبث بجسدك رعشة الاشتياق إلى من تحب و من تفتقده برحيل عن الدنيا أو البعاد أو الفراق.. عندما يأخذك الحنين إلى دفء الطفولة متنعم بأنفاس حارة في حضن أبيك أو أمك أو أخوتك أو أولادك أو أصدقاءك.. عندما ترتدي ثياب عزة النفس و قوة الضمير لتحتمي من برودة المشاعر و تجمد القلوب.. عندما تضع يدك على فمك و تنفث فيها آهات تمزق قلبك كلما حزنت و انكسرت و تألمت .. عندما تموت لهفة إلى تحقيق ما تتمناه و لقاء من تحب وقاية من مرارة الصبر و قلق الانتظار.. عندما تحتل مشاعرك قشعريرة الخوف من المستقبل و لصوص الماضي الذين يطاردونك كلما نهضت و استفقت و حاولت.. عندما ترتدي قبعة التقوى للحماية من مطر الشهوات و النزوات . . عندما تشتاق لنفسك في حضن نفسك كلما ابتعدت و تمردت و تنازلت عن إنسانيتك في عالم الجليد البشري .. عندما يختل طقس عقلك و مناخ قلبك بسبب رياح و أعاصير الصراع الدموي في الحصول على الحب و الصدق و التماس ذرة إخلاص واحدة في قلوب الآخرين .. عندما تنهش في قبور الأحياء عن قريب أو حبيب أو صديق و كل ما عثرت عليه هو مجرد أشباح لأرواح ما زالت تعانق الأرض..
عندما تشتاق إلى طفولة بريئة مختبئة في كنف عائلة تتسامر و تتعانق و تتقاسم الطعام و الضحكات .. عائلة يشبه بعضهم البعض من درجة التماسك و الترابط ..
عندما تشعر بذلك و يقتلك الحنين.
فاعلم أن الحنين بداخلك يشبه الشتاء.
د/هاني الجبالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق